مرة أخرى…وحلقة جديدة من مسلسل الموت والتهجير القسري المستمر منذ 12 عاماً والذي عرف خلاله السوريون جميع أشكال الموت والعذاب والتشريد
ومرة اخرى، هي نسخة كربونية عن موت السوريين غرقا..كما لو انها ذات المركب وذات الضحايا يموتون علانية وسط البحر وعلى مرأى من أساطيل الدول العظمى في أوروبا ومسمع جميع الهيئات والمنظمات الدولية، لا جديد، هي التفاصيل ذاتها, ينقلب المركب الذي يحمل 5 اضعاف المسموح له بنقله, ايا يكن شكل هذا المركب وحجمه، المهم أن يمتلىء بالبشر حتى آخر سم2 منه، حيث المشترك دوما في هذه المآسي، هو حجم الحمولة غير المعقول، إذ ليس المهم هو الوصول بأمان، بل المهم هو تحصيل أكبر قدر من المال في عمليات التهريب التي أُكره السوريون ــ وغير السوريين ــ على القبول بشروطها اللاإنسانية، واضعين حياتهم وحياة ابنائهم في فم الموت بالمعنى الحرفي لا المجازي
وكأنهم يقولون إن كان من موت: فليكن سريعا إذن. أو هي النجاة بفرصة حياة لائقة بعيدا عن بلاد الموت البطيء التي نعيشها
والإحصاءات المبدئية تشير إلى انتشال 80 جثة، وإنقاذ 104 أشخاص، ومصير مجهول ل 550 شخص.
750 مهاجرا على المركب الذي انطلق من ليبيا في 9 حزيران باتجاه إيطاليا، وانحرف عن مساره ثم انقلب قبالة السواحل اليونانية منتصف شهر حزيران 2023 بعد محاولة أحدى السفن جر المركب بواسطة حبل أدى إلى انقلابه بمن فيه
من دون أن يتوفر بيانات دقيقة لعدد الركاب وجنسياتهم حتى الآن، إلا أن العدد الأكبر منهم من الجنسية السورية والفلسطينية بحسب وكالات الأنباء.
كما عُلم عن وجود عشرات الأشخاص من محافظة درعا كانوا على متن القارب، لايزال مصيرهم مجهولاً.
وإننا في منصة صدى الجنوب الإعلامية، نعزي أنفسنا، وجميع السوريين، وذوي جميع ضحايا هذه الكارثة المؤلمة، آملين العودة السالمة لجميع المفقودين والرحمة لمن قضوا من جميع الجنسيات. ونضم صوتنا لكافة الأصوات التي تطالب الدول والهيئات والمنظمات الدولية، أن تقف عند مسؤولياتها الإنسانية، في حماية المهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء،ـ من الذين أُكرهوا على اتخاذ الطرق غير القانونية في الوصول إلى بلد آمن، ودعم حقهم المشروع في الحصول على حياة كريمة لهم ولأبنائهم. والوفاء بالتزاماتهم في وقف معاناة الشعب السوري