النادي السينمائي في السويداء

الفن..شريكاً في بناء السلام

لكلٍ منا علامةٌ على وجهه، لكن قلوبنا هي المرشدُ وهي التي تدلنا على السبيل، أما مظهرنا فهو الذي يُظهر ما خضناه من معارك

بهذه العبارة تقدم منظمة مسارات سلام أحد عروضها السينمائية: فيلم الأعجوبة( Wonder) ضمن مشروعها لتأسيس ناد سينمائي بالتعاون مع منظمة جذور في السويداء، يحاولون فيها خلق  فضاءات ثقافية تتسع  للجميع، و مساحة تشاركية للحوار في مدينة أنهكتها التجاذبات، وغيرت ملامحها سنوات الحرب السورية، والعلامة هنا هي نوعية الأفلام التي تختارها (مسارات سلام) كنافذة على تجارب الشعوب، وطريقة للقول أن الانسانية تجمعنا وان كنا غير متشابهين. وما قد مر علينا شهدته دول قبلنا وخبرته شعوب كثيرة، في طريقها نحو بناء السلام.

“ولأن السينما  فن مرئي  يستقي مفرداته من الواقع ليخاطب قلب و عقل المتلقي، كان اختيار انشاء نادٍ للأفلام السينمائية كوسيلة لإيصال رسالة النادي، فهو  فن يسلط الضوء على قضايا المجتمع ويعالج قضاياه بلغة فنية تخاطب العقل وتثير ما يجب ان يطرح من أسئلة، ذلك ما يجعله وسيلة أكثر موضوعية و مصداقية  من الوسائل الاعلامية الأخرى التي قد تتبع سياسات تقيدها و توجهها.” هذا ما قالته لبنى طربيه

لبنى طربيه– من مسارات سلام

أحد مؤسسي نادي مسارات السينمائي في السويداء، في حديثها ل صدى الجنوب:

وتضيف: “جاءت انطلاقة النادي بالشراكة مع منظمة جذور سوريا في السويداء في بداية عام 2022، حيث اختيرت  سلسلة وثائقي “حرب لبنان” كإنطلاقة،  وحتى الآن بلغ عدد الأفلام المعروضة حوالي 14 عرض،  والأفلام المعروضة  تحاكي تجارب انسانية في مختلف القطاعات منها الوثائقي والدرامي والأفلام القصيرة التي تهدف لتكريس قيم انسانية ونشر ثقافة اللا عنف وحقوق الإنسان” 

ومن جهة أخرى فلا يكتفي النادي السينمائي بعرض الأفلام، وانما يحرص على خلق مساحة آمنة للحوار الفاعل والبناء و تبادل وجهات النظر عبر نقاش القضايا التي يطرحها الفيلم، واسقاطها على الواقع، من خلال جلسة حوارية تعقب عرض الفيلم.

وعن التحديات التي تواجه التجربة تقول (طربيه):

“اليوم بات بإمكان الجميع مشاهدة أي فيلم أو محتوى عبر الانترنت و بأي وقت، انما تبقى  هناك  قيمة  مضافة  خلقها النادي السينمائي عندما أتاح  الفرصة  للحوار و أعطى المساحة للجمهور لطرح  آرائهم وأفكارهم و تحليلهم الخاص في ربط القضايا الانسانية بالواقع المعاش.” 

  وعن جذب المجتمع  لهذا النوع من الأنشطة تضيف: ” لقد بدأ النادي يشهد تصاعداً بالاهتمام من حيث عدد الحضور و الأشخاص الذين يتابعونه، فهي تجربة تحتاج لوقت أطول لتترك أثراً على المجتمع وتثير اهتمامه في ظل الظروف الحالية التي تعيشها محافظة السويداء، وفي الوقت نفسه هو حاجة ثقافية في المجتمع لعدم وجود سينما في السويداء، فضلا عن كون مساحة للقاء وتبادل وجهات النظر المختلفة”

كما نتطلع في النادي مستقبلا  لنقل التجربة الى مناطق أخرى في السويداء، بهدف تكريس ثقافة الحوار، وتوسعة هذه المساحة المدنية الفكرية و الثقافية القادرة على طرح قضايا أكثر ارتباطاً مع هموم  المجتمع من خلال الفن بوصفه أحد أدوات السلام.

اترك تعليق