خديعة المساواة بين المرأة والرجل

قراءة في كتاب “المرأة، بحث في سيكولوجيا الأعماق” ل “بيير داكو” 1              

آلاء عامر

“الرجال والنساء هما الأضداد بصورة كلية, متناقضون نهائياً, ومتمسكون كلٌّ في النوع الذي ينتمي إليه, مودعين التفاهم المتبادل, ولكي يكونا متفاهمين, يجب أن يتعلما كيف يصبح الذكر رجلاً والأنثى امرأة, لابد إذاً أن يتصف كل منهما بشيء من الآخر, فكل منهما يحمل في ذاته بعض خصائص الجنس الآخر.

ولكن كلا المرأة والرجل منعزل عن الآخر, فإذا لبثنا في هذه الحال من العزلة أصابنا الضياع.

بيير داكو

الأنوثة بالنسبة إلى الغالبية من الناس ضرب من الضعف, والعاطفية المخنوقة, والطاعة الضاربة إلى الوداعة, أو أنها شيء يتصف باللطف المهزوم أو الذليل, فيرفض الرجال أن يكون فيهم شيء من الأنوثة, ويحسب النساء أن أنوثتهن تحكم عليهن أن يعشن في الدرجة الأخيرة.

إذ أن هناك خلط بين الأنوثة والضعف لأن غالبية الأنوثة تالفة بشعة وضامرة, وأيضاً هناك خلط بين الذكورة والعدوانية وكذلك لأن غالبية ضروب الذكورة مشوّهة.

والمسألة الأهم, والتي هي إنتاج سنين طويلة, أن النساء قد اكتشفن وقد جَابهن جميعاً مسلمة واحدة, مسلمة أنهن متماثلات. مفادها: “يتألف النوع الإنساني من الرجال ثم من الباقي”, واتحدن أمام هذه القضية أن يكون الموجود رجلاً أو لا يكون شيئاً, دون أن يعرفن مع ذلك ما هو المؤنث”.

ويتكلم هنا بيير داكو عن المرأة بدءاً من الرجل, وليس القصد أن يستنبط نسخة عن الرجل, بل محاولة ليبين ما تكون المرأة في مقابل ما كفّ الرجل عن أن يكون, فيعمل داكو على معرفة من هو الآخر, ومن منهما سيكون المتكلم الأول؟ المرأة أم الرجل؟ ومن منهما سيصغي  إلى عناء عزلة الآخر؟ ومن منهما سيسمع ما يحجبه الحياء بين الكلمات؟ وهل هو حياء أم بخل عاطفي؟ بخل عاطفي أم خوف؟

إن عزلة الرجل تفترسه بفعل ميله نحو كمال باطل, أو تبتلعه بفعل غرور ضرب من تراكم الخيرات المادية ومعروض عليه مع ذلك, أن يمضي نحو المثال بمعونة الحنان: هي. فهي المتممة, وهي غير التامة, وهي التي تتبعه, لأن الحب قانونها ودينها ومعناها, شريطة أن يكف الناس عن منحها الصفح على أخطاء لم ترتكبها.

أولئك النساء اللواتي يُنبذن, ويُهملن, ويُقهرن, ويُستعبدن في أيامنا هذه كما الأمس, ويخدعهن الرجل على غير علم منه, لأنه يعاني حصراً أبدياً تدفع المرأة تكاليفه. والنساء أيضاً يخدعن أنفسهن, إذ يجعلن من أنفسهن ضالعات لا إراديات في هذا الحصر المذكر, ويحوّلن استطاعة الأنوثة إلى سحرٍ هزيل, خالٍ من الإبداعية, ولكن على أولئك النساء أن يعلمن أنهن لسن محرومات من الميزات, فذاك الاعتقاد بحرمانهن والإيمان به ليس إلا إنذار بالخطر أن المرأة توشك أن تفقد معناها.

الاستلاب النسوي في عالم الرجال والخديعة الأولى

في عملية استرداد المرأة لمعناها أُنتِج ما يسميه داكو بخدعة التساوي, فأصبح أجر المرأة وأجر الرجل متساوٍ, ولكن هل هذا معيار أن المرأة  والرجل متساويان؟

إن الجنسان في العمل يتعرضان للإضطهاد على نحوٍ مماثل ومع ذلك لم يطرأ أي تغيير على صراعهما, بل ربما أصبح أكثر ضراوة.

 إن عالم العمل يلغي القيود المفروضة على النساء ظاهرياً , ويمنحهن انطباع أنهن متحررات من وصاية الذكر, وبذلك تنجذبن إلى الأعمال التي تلزمهن بالتخلي عن وصفهن نساء, أي أعمال لن تكون للأنوثة أي علاقة بها, لتضمر الأنوثة بوصفها غير مستعملة وستفنى , هؤلاء النساء ينفذن إلى مناطق الذكور, لا بهدف تحقيق الذات, بل بإرادة عاتية أن يفعلن أفضل مما يفعله الرجال. 

ويمكن القول أن النساء يحاولن حين يصبحن “مثل” الرجال, أن يتخلصن من أنوثة تخيفهن, والحال أن هذه الأنوثة تبقى حاضرة, فهن إذاً في تناقض دائم مع أنفسهن,  وحياتهن مشحونة على نحو لاشعوري بالحصر والألم, وذكورتهن ليست واقعية بل وهمية, وكلما أردن أن يكن كالرجال, ابتعدن عن أنوثتهن, فهن عاجزات عن تصور أن الأنوثة يمكن أن تكون ميّزة.

فتجد المرأة نفسها تسلك درباً مسدوداً, هو الدرب الذي يختنق فيه الرجل, وفي هذه المنافسة النساء يشاركن أمّا الأنوثة فلا, لتصبحن أنصاف ذكور, فالعمل على شاكلة ذكر ليس إلّا ضرباً من ظاهر الحرية, وهو ليس مخرجاً, ولكن هناك الكثير من النساء اللواتي كن قادرات على البقاء ذكيات, ومتوازنات, وصاحيات, ويحتفظن بالخصائص القوية, خصائص الأنوثة, أولئك هن الناجحات, نافذات البصيرة, نساء شاهدات يلاحظن حاضر الذكور المجرد من الصفات الإنسانية, وهذا النوع من النساء هو الذي أشعره الناس بالإثم.

فأكدّ الناس لها حين كانت تعمل في بيتها انها آثمة لكونها لم تعمل في الخارج, وأنها ولو كانت تعمل في الخارج آثمة لكونها لم تهتم بمسكنها, وجعلوها آثمة لأن لها أطفالاً وآثمة لأن ليس لها أطفال, آثمة لأنها فتيّة وآثمة لأنها غير فتيّة, آثمة إن ضجرت أو لم تضجر, آثمة لكونها جميلة وآثمة لكونها غير جميلة, وكل هذه الضروب من النهش يعيدها إلى جرح قديم: شعورها بالدونية, والاستمرار في إنكار حقها في أن يكون لها حقوق, ليتبقى لها خيارين: إمّا أن تعمل مع الرجال ومن أجلهم, وإمّا أن تصبح منزوية يشار إليها بالبنان.

لتصبح ملزمة أن تكون امرأة ورجل في الوقت ذاته, ومع عدم قدرتها على أن تبقى امرأة, وعجزها عن أن تصبح رجلاً, تصطدم باللامعقول والمحال, فتصرف طاقتها دون حساب وتسعى إلى التخلص من الشعور بالإثم فتوجه اهتمامها إلى المطبخ والأولاد, وإلى مهنتها ومديرها, وإلى زوجها, وإلى نجاحها وحبها, وهذا كله يتم في وقت واحد, لتُلغى ماهية المرأة.

 الخديعة الثانية “الحركات النسوية”

  هذا الشعور بالإثم قد تعزز أيضاً بفعل بعض فئات النساء “المتحزبات لمطالب المرأة”. ذلك أنهن نقلن حالاتهن الشخصية إلى المستوى العام, فقد أصبحن ضد الأم, وضد الرجل, وضد أنفسهن على وجه الخصوص , والمتحزبات لمطالب المرأة هؤلاء لا يدافعن عن المرأة, فذلك إنما هو أقل همومهن شأناً, إنهن لا يسعين إلى تجديد الأنوثة, بل إلى هدمها, لأنهن مفعمات بالضغينة وهن يحاولن إحراق الغابة من أجل قطع عشر أشجار. لقد أطلقن مواكب من النساء بمهاجمة دبابات الذكور, وما ترك الشعور بالإثم لدى هؤلاء النساء غير حلين: إمّا أن يجدن اللذة في مطالبهن, وإمّا أن يستلمن قيادة هذه الدبابات ذاتها مطالبين بالسيادة كما الذكور وليس بالمساواة, فوجد هؤلاء النساء أنفسهن أيضاً واقعات في الفخ.

ليتم ترجمة جميع المعوقات أو المزايا عند عدد من النساء والرجال بمصطلحي: الدّونية أو التفوق. بمعنى أنه ثمة نساء يريدون المساواة ـ أو بالأحرى: التسويةـ وفق نمط الذكر, ولا يبحثن عن الوصول إلى مستوى الرجل وفق الخصائص النسائية, ليبحث النساء دائماً عمّا لا تتصف به المرأة قياساً إلى الرجل, ولكن قلّما يتساءلون عمّا ينقص الرجل بالقياس إلى المرأة, فيعبّر الناس دائماً عن الإعاقة بالدّونيّة وعن الميزة بالتفوق, لتكون الفروق بين الجنسين مشروطة بالتفكير على أن المرأة مختلفة نقصاً وأن الرجل مختلف زيادةً. وهنا تستجيب المرأة لهذا الشعور, أي الدونية, إمّا بضرب من التعويض يمنحها الإحساس بالقوة والتفوق فتتحول عبارة “إنني أدنى من…” إلى عبارة “عليّ أن أفعل كل شيء لأبدو متفوقة على …”, أو أحياناً بضرب من الغيرية المغالية, فتحاول بعض النساء اللواتي يحكمن على أنفسهن بصورة لاشعورية أنهن غير جديرات بالحياة, أن يُضحين بأنفسهن, أنهن يهبن أنفسهن لعمل من الأعمال دون أي اهتمام بأنفسهن , ويعبّرن عن ذلك فيقلن: “إنني أتحرر من الشعور بالدونية بإفناء نفسي في سبيل الآخرين” وذلك إنما هو عُصاب الإخفاق.

والصورة الأخرى من رد الفعل هي “أحتج إذاً أنا موجودة” ويشير إليه إدلر بالاحتجاج المذكر, وهي مسألة امرأة تباشر, علانية وبصورة عدوانية, أعمالاً موقوفة على الرجال عادةً.

الشعور بالدونية والتفوق في البنية البطركية من وجهة نظر التحليل النفسي

  افترض التحليل النفسي ان كل امرأة من ولادتها وحتى موتها ترغب بصورة لاشعورية في أن تكون رجلاً, وعليه, فإن الحاجة أن يكون لها “علامة قوة” كما لدى الرجل, أي العضو المذكر, تعذّبها, وثمّة نتيجة أخرى: أن المرارة الناشئة من اعتقادها أنها مخصيّة  من الناحية البيولوجية تنهشها, ولذلك تعتقد النساء أنهن ضعيفات وتابعات, فمن المتعذر أن يتساوين مع الرجل, ومن وجهة نظرهن إن الرجل يملك القوة والمجد, أما هي مشوّهة ومخصيّة, فترى أنه ليس لديها جنسية حقيقية وإنما هي مخصية في لا شعورها أي أنها ضرب من نصف موجود, ضرب من رجل غير تام, محكوم عليها بالضغينة إزاء وضعها, وبالغيرة إزاء الرجل.

فالمرأة لا تملك أية ميزة من الميزات الشخصية, فهي لا تتحدد بصفتها امرأة, وإنما بالقياس إلى الرجل فتكون إلى الأبد رجلٌ “ينقصه شيء ما”, أي عضوه المذكر (رمز إلى القوة الذكورية), فالرجل هو القوي ذو السلطة أمّا هي الضعيفة.

واستناداً عليه هناك العديد من النساء يلعبن لعبة “العميل المزدوج” أي أنهن من جهة يردن تمثيل المؤنث الأبدي ,عبر الحرص على إظهار ميزات الاهتمام والحماية والمبالغة بالأمومة اتجاه الرجل , ويرفضن من جهة أخرى هذا الوضع, عبر نبذ عون الرجل, فتحاول أن تلغي ميزات الرجل أي “تخصيه”, وتقلل من قيمته, كالكثير من المتزوجات اللواتي يعاملن أزواجهن بطريقة تسلطية , وتكون في هذه الحالة المرأة هي ذات السلطة ومن ثم تحتقر زوجها, لأنها استطاعت أن “تخصيه” فأصبح بنظرها ضعيفاً ومشوّهاً كامرأة مثلها, فإن باعثهن أن يؤدين الدور الذي يتصف بالنسبة إليهن انه دور مذكر: القيادة, والسيادة. 

وهؤلاء النساء يرغبن أن يكون لهن صبي بدلاً من بنت, فالرغبة الأساسية لكل امرأة أن يكون لها طفل ذكر بأن يصبح هذا الابن بديلاً لما لم تستطع أن تكون, أي رجلاً, وتنقل إلى ابنها التطلعات المذكرة التي لم تستطع تحقيقها, وفي التحليل النفسي يكون ((حمل الطفل في البطن)) رمزٌ بالنسبة لمن ستصبح أماً في المستقبل إلى أنه سيكون لها “عضوٌ ذكر” كالرجل.

ومن الطبيعي أن ترغب في صبي يرمز إلى طموحاتها الضائعة, وينجح مكانها, ويرسم طريقه بصورة حرة (الأمر الذي لم تستطع القيام به), ويصبح قوياً (الأمر الذي لم يتسن لها أن تكون), فإن البنت ينظر إليها على أنها لا شيء. وهذا الرفض للأنوثة والمغالاة في تقييم قيم الذكر يفيضان نفسياً إلى ما يلي:

ـ عبادة القوة الخارجية, المنتصبة بصورة عدوانية.

ـ قبول كل ما هو هدّام بعنف والإعجاب به: تدمير الطبيعة, والأسلحة والحروب ورموز القضيب الأخرى.

ـ احتقار كل ما هو داخلي احتقاراً يخفي حاجة لا شعورية: العواطف والإحساسات.

ـ احتقار الخصائص الأنثوية مثل التسامح والتفاهم.

هذه التجليات النفسية أضاعت الماهية الأنثوية باستلابها للشعور بالدونية ورد فعلها على هذا الشعور. 

النواة الأولى لشعور الرجل بالدونية

وعلى الرغم من أن المرأة لا تتصف ببعض الخصائص التي يتصف بها الرجل, ولكن الرجل أيضاً يشعر بالدونية أو النقص لأنه لا يتصف ببعض خصائص المرأة. إذ أنهم يشعرون بأنهم أدنى من النساء لأنهم لا يستطيعون أن يلدوا أطفالاً , فعدد كبيرٌ من الرجال يتألمون بصورة لاشعورية من عجزهم عن خلق “ما هو حي” ولذلك يعوّضون هذا النقص بأشياء ماديّة: فشبّه المخترع اختراعه بالطفل, والرسام يقول بأنه حمل آثره الفني في ذاته خلال سنين, وصاحب الكراج يقول بأن سيارته مولودة على هذا النحو, والكاتب يعتقد بأن فكرته قد رأت النور كما الطفل أيضاً, وغيرها من عبارات يقولها الرجال “إنها نتاج حياتي, غداً ستكون ولادة الطفل,… إلخ”، ويذكر إريك فروم في كتابه الفذ “اللغة المنسية” أن الانقلاب الذكري على المجتمع الأمومي عُبِّر عنه في أسطورة الخلق البابلية أن الملك “مردوخ” امتلك قدرة الخلق..

خاتمة، المساواة الحقيقية تبدأ بتفكيك الشعور بالدونية أو التفوق

ويكون سؤال أيُّهما “المتفوق” المرأة أم الرجل, سؤال بلا معنى, لأن التفوق والدونية يقاسان بمقياس مشترك, فعندما يفضل بين الجنسين, يصبح متعذراً كل قاسم مشترك, فيكون التفوق بينهما هنا: أن المرأة المتحققة أسمى من رجل مراهق, وأن الرجل المكتمل أسمى من امرأة طفل.

يقترح بيير داكو أن يصبح مصطلح “معوق” محل مصطلح “أدنى”, ومصطلح “متميز” محل مصطلح “متفوق”, فهي ليست فقط مسألة قدرات هي أيضاً مسألة تحقيق ذات, وأن كل إعاقة وكل ميزة منوطتان بالوقت والظروف, والإعاقة هذا اليوم قد تصبح ميزة في الغد.

فيجب على المرأة أن تتخلص من شعورها بالدونية بأن لا ترعى ضروباً غير موجودة من الدونية أو التفوق, بأن تبقى منتبهة لعوائقها, فالانتباه إلى العوائق يهدف إلى إزالتها في حدود الإمكان وأن تصبح مجدداً امرأة فتظل المحور المستقر والدائم, ومحور الجماعة الانسانية, وأن تعلم بأن الرجل أعزل بدونها, وإذا كان أساسياً للمرأة أن تكون محبوبة وأن يُرد اعتبارها فإن ذلك لا ينبغي أن يكون لقاء انتحار داخلي, ولا أن تصبح نصف رجل, ولا أن ترتد إلى امرأة طفل, عليها أن تنبذ عبارات العالم الراهن التي تبدأ بـ “عليك أن” فلا تصغي إلا لعباراتها التي تنسجم مع ما تقدر عليه, وأن تفهم أصول الشعور بالدونية الذي فُرِضَ عليها, وأن ترفض أولئك الذين ينادون بإلغاء ما تختلف به عن الرجل, فهذه الفروق هي ميزة بالنسبة لها وثروة بالنسبة للعالم, فترجع إلى أصل أنوثتها وتعمّقه. وعلى الرجل أن يكتشف جذوره وروابطه بالأرض والمادة, وبالحياة والموت, فيتوقف خوفه من العدم, وخوفه من المرأة.

المقال يعبر عن رأي صاحبه،
<< ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع>>

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  1. بيير داكو (1936-1992)، عالم نفس فرنسي، من أهم مؤلفاته كتاب “الانتصارات المذهلة لعلم النفس الحديث” هو كتاب شامل وضع للتعريف بعلم النفس الحديث ، حيث يتجاوز الكتاب نظريات “فرويد” بمقدار ما تسمح به الكشوف الحديثة. فهو يعتمد عليها و لكنه يعيد النظر فيها باستمرار. وكتاب “المرأة؟ بحث في سيكولوجيّة الأعماق”
اترك تعليق