كوفيد19 في محافظة درعا.. موجة جديدة واستمرار ضعف القطاع الصحي

صدى الجنوب السوري

يجتاح فيروس كورونا محافظة درعا من جديد ليسجل عشرات الوفيات ومئات الإصابات والتي لاتزال بارتفاع في كافة القرى والبلدات التابعة للمحافظة، في ظل فقر القطاع الصحي بالمواد الطبية والأجهزة والمعدات والأدوية واسطوانات الأوكسجين، كذلك نقص حاد بالكوادر الطبية المختصة.
فضلا عن عدم توافر لمعظم الأدوية في الصيدليات، و أسعارها المرتفعة جداً إن وجدت، فالسيتامول الوريدي الذي كان سعره سابقا بحدود ال2000 ل.س أصبح اليوم سعره يتجاوز ال 4000 ل.س أما أبر السيفترياكسون المعروف باسم روز فقد أصبح ثمن الإبرة الواحدة 3000 ل.س، كما تضاعفت أسعار السيرومات كلها من 500 الى 1000 ل.س للسيروم الواحد
وبالنسبة لمشفى درعا الوطني فقد وصلت نسبة الانشغال في قسم العزل 100%

أما الريف الغربي فالوضع ليس أفضل بكثير
فالمشافي غير مؤهبة لاستقبال حالات الكورونا
فمشفى طفس لا يوجد فيه أي طبيب مختص أو أدوية لازمة أو معدات ضرورية
والفضل في تقديم الخدمات الصحية _على ضعفها_ يعود للممرضين المتمرسين الذين يقومون بالاسعافات الأولية والمساعدة المطلوبة للمرضى حسب قدرتهم و معداتهم المتواجدة
علماً بأن هنالك بعض الأطباء الذين يستغلون المشفى فقط لإجراء عمليات مأجورة ويرفضون خلال تواجدهم ضمن المشفى معاينة أي مريض ، فالوضع فيه مأساوي
وفيما يخص الريف الشرقي
( م ،ح ) طبيب من الريف الشرقي لمحافظة درعا يقول : تعاني المشافي الحكومية في الريف الشرقي من محافظة درعا من الوضع الصحي المتردي بسبب النقص الحاد في الأجهزة الطبية وقلة الأدوية ، وخاصة المضادات الحيوية والمسكنات ،
بالإضافة الى الافتقار الكبير في الاختصاصات الطبية وخاصة أطباء الصدرية ، ليقتصر الأمر على وجود طبيب عام
وهو غير مختص أيضاً ، إضافة لعدم تواجد أجهزة التبخير الضرورية لتحسين أكسجة المرضى المصابين بفيروس
كورونا بالإضافة الى أن غرف الإنعاش والعناية غير مؤهلة لاستقبال الحالات الخطيرة والحادة، وأضاف أن الخدمات المتوفرة في الأرياف تقتصر على مراكز صحية (
مستوصفات ) تقدم التطعيمات الدورية للأطفال ( اللقاحات )
____________
(مبادرات أهلية لمواجهة فايروس كورونا وتحسين وضع المشافي )

منذ أن ظهر عجز مديرية الصحة الواضح بتأمين أسطوانات الأوكسجين والمواد الطبية والوقائية بعد انتشار فيروس كورونا في مدن وبلدات درعا ، أطلق مثقفو ووجهاء مدينة بصرى الشام بالتعاون مع إدارة مستشفى بصرى الوطني في آب2020 حملة تبرعات لصيانة ضاغط الأوكسجين ، وشراء مستلزمات طبية ومعقمات وفيتامينات ، وتجهيز مكان للعزل ، وتم تشكيل لجنة خاصة للإشراف على جمع التبرعات من أهل البلد والمغتربين لتجهيز مشفى بصرى الحكومي ، حيث تم شراء جهاز توليد أوكسجين كامل يغطي نفقات الأوكسجين لمرضى كورونا في المنطقة ،
وقد تجاوز سعره 300 مليون ليرة سورية ، بالإضافة الى تزويد المشفى بأجهزة طبية بالأمواج فوق الصوتية ( دوبلر )
وأجهزة غسيل الكلى .

وفي مدينة الحراك أطلق أهالي المدينة حملة تبرعات لإعادة ترميم وتشغيل قسمي الطوارئ
والتوليد في المشفى المدمر بشكل كامل وقد تم جمع مبلغ 80 مليون بشكل مبدئي لتبدأ أعمال إزالة الأنقاض والاجزاء
المدمرة والبدء بالترميم

هذا وقد أكدت المصادر الطبية بأن السلالات الجديدة والمتحورة من الفايروس هي غاية في الخطورة وتصيب جميع الأعمار وتهتك بالجسد فتسبب سعال شديد و ألم في القفص الصدري والعظام والمفاصل و أعراض الرشح والاحتقان وألم في الرأس وحرارة تصل لل 40 درجة و فقدان لحاستي الشم والذوق عند معظم المصابين
و للأسف فان معظم الحالات لا تستجيب للعلاج الفموي و تستدعي تلقي العلاج الوريدي والأبر والسيرومات
كما لوحظ أن أكثر أعداد المتأثرين هم كبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري والضغط وأمراض القلب

إن هذا الانتشار الكبير لفايروس كورونا بين أبناء المحافظة،سببه بالدرجة الأولى الإهمال وعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية الاساسية ( التعقيم أو ارتداء الكمامة عدم تطبيق التباعد في الأماكن العامة، كذلك عدم الالتزام بالحجز الصحي بالنسبة للمصابين )

(س،ب) امرأة من محافظة درعا من الريف الغربي أصيبت بفايروس كورونا رغم احتياطها الدائم وأخذها الإجراءات بعين الاعتبار لتفادي الإصابة كونها مريضة ربو
تأزمت حالتها و لم تستجب للصادات الحيوية والمسكنات الوريدية وانهارت صحتها لتصل أكسجتها دون ال 85
تم نقلها للعناية المشددة ثم أخرجت في نفس اليوم لعدم وجود أي طبيب مختص أو أوكسجين كافي
تم التبرع لها من أقاربها في المهجر لشراء عقار remdesivir
والذي يقدر ثمن الأبرة الواحدة ب 75 $
لتصل كلفة علاجها في نهاية الأمر لأكثر من مليون ونصف ل.س .

إن الاصابات التي لم تسجل لدى مديرية الصحة ذات ارقام كبيرة وفي ازدياد مستمر
و للأسف فإن المواطنين يتعاملون مع هذه الجائحة باستهتار واضح
الأمر الذي يعرض حياتهم وحياة الآخرين للخطر لاسيما في ظل الوضع الاقتصادي المتردي وارتفاع نسبة الفقر بشكل كبير خلال السنوات الماضية ، ومع انهيار شبه كامل للقطاع الصحي وعجزه عن تأمين المتطلبات الأساسية للمصابين بالفايروس.

لذلك .لابد من العودة إلى الالتزام پالقواعد و الإجراءات الخاصة بالوقاية من عدوى الإصابة بفيروس كورونا، واتباع كافة وسائل الحمابة من الالتزام بالكمامة والتعقيم والتنظيف والتباعد بين الأشخاص في الأماكن العامة و ضرورة الالتزام أيضا بالحجر المنزلي لأي شخص تظهر عليه علامات وأعراض الإصابة

اترك تعليق